بســـــــــــــــــــــم الله الرجمن الرحيم
تعقد صباح غد "الأربعاء" القمة المصرية الأمريكية، حيث يجرى الرئيس حسنى
مبارك مباحثات سياسية مهمة مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما بالبيت الأبيض،
تتناول عددا من القضايا المحورية فى مقدمتها إحياء عملية السلام فى الشرق
الأوسط على ضوء المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى
والمقرر إطلاقها "الخميس" المقبل.
كما تتناول المباحثات المصرية الأمريكية تطورات الأوضاع فى السودان والملف
النووى الإيرانى، والأوضاع فى العراق فى ضوء القرار الأمريكى بانسحاب
القوات الأمريكية المقاتلة، فضلا عن سبل دعم العلاقات الثنائية بين مصر
والولايات المتحدة فى مختلف المجالات.
من جانبه قال المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية السفير سليمان عواد
اليوم الثلاثاء إن الرئيس حسنى مبارك يقوم بزيارة مهمة إلى العاصمة
الأمريكية واشنطن قادما من باريس حيث أجرى مشاورات مع الرئيس الفرنسى
ساركوزى استغرقت أكثر من ساعتين، وجرت فى أجواء من الصداقة والعلاقات
المتميزة.
وأكد الرئيسان مبارك وساركوزى خلال المباحثات على تأييدهما للمفاوضات
المباشرة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، وأعربا عن اعتقادهما بأن
إطلاق المفاوضات المباشرة ليس نهاية المطاف ولكن لابد من قيام الأطراف
الدولية الممثلة فى الرباعية الدولية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى
والاتحاد الروسى والأمم المتحدة بمواصلة جهودها مع الأطراف الإقليمية
الفاعلة مثل مصر من أجل ضمان استمرار المفاوضات ونجاحها.
وأوضح عواد أن الرئيس مبارك سيلتقى صباح غد "الأربعاء" الرئيس الأمريكى
باراك أوباما بالبيت الأبيض لمدة ساعة ثم يلتقى بعد ذلك بكل من الرئيس
الفلسطينى محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو كل على حدة.
ومن المقرر أن يلتقى الرئيس مبارك بكل هؤلاء القادة على مائدة إفطار رمضانى
يقيمه الرئيس أوباما بالبيت الأبيض كلقاء جماعى، ومن المنتظر أن يلقى
خلاله الرئيس أوباما كلمة، ثم كلمة للرئيس مبارك، ثم كلمة للعاهل الأردنى
الملك عبد الله الثانى، ثم تنطلق المفاوضات المباشرة فى اليوم التالى
الموافق الثانى من سبتمبر.
وأضاف عواد أنه سيعقد لقاء بمقر وزارة الخارجية الأمريكية بين الرئيس محمود
عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلى بحضور ورعاية السيدة هيلارى كلينتون وزيرة
الخارجية الأمريكية.
وحول ما رددته بعض الآراء حول احتمالات فشل المفاوضات المباشرة، قال عواد
أولا إن البعض يثير كثيرا من الشكوك وعلامات الاستفهام، ولكن لا ينبغى أن
نستبق الأحداث وان نخلص على أن نحكم على المفاوضات بالفشل قبل أن تبدأ.
وتابع أن الذين يذكرون أن هذه المفاوضات مصيرها إلى الفشل يستمدون هذا
الرأى من أمرين الأول هو الصورة السائدة عن رئيس الوزراء الإسرائيلى أخذا
فى الاعتبار حكومته السابقة فى التسعينيات وأخذا فى الاعتبار أيضا عدم
تنفيذه استحقاقات السلام وفقا لاتفاقى واى ريفر واتفاق الخليل (ايفرون).
وأشار عواد إلى أن "نتنياهو بعد أن تولى الحكم كان أول لقاء يجريه مع أى
زعيم من زعماء العالم كان مع الرئيس مبارك حيث أكد له أن الحكم عليه لابد
أن يكون بأفعاله وليس بخلفياته وحكوماته أو أية انطباعات سابقة.. ويبقى أن
يؤكد نتنياهو هذه الأقوال بالأفعال".
وأضاف عواد أنه ثانيا بالنسبة للتصريحات فليس كل ما يصرح به يعكس المواقف
الحقيقية للأطراف لأننا كلنا جميعا نعرف ظروف الائتلاف الإسرائيلى ولا
ينبغى أن تقرأ التصريحات على علاتها أو على ظاهرها ولكن علينا أن ننتظر ..
وشدد عواد قائلا: اننى لا اجزم بان هذه المفاوضات سوف تنجح، ولكننى لا
استطيع أيضا أن اجزم بأنها سوف تفشل.. إذن دعونا لا نستبق الأحداث ولننتظر
لنرى هل ستستمر وهل ستنجح، مشيرا إلى أن تجربة مصر تقول أن صنع السلام يتم
عندما يجلس الخصوم على مائدة المفاوضات وجها لوجه ويلقون باوراقهم على
المائدة ويدافعون عن مواقفهم وهذه هى طبيعة المفاوضات المباشرة حيث أن
المفاوضات غير المباشرة كان المقصود منها هو تهيئة الأجواء لانطلاق
المفاوضات المباشرة، وقال ودعونا نأمل أن تستمر هذه المفاوضات المباشرة وأن
تنجح فإذا ما نجحت فهذا هو ما نتطلع إليه وإذا ما فشلت فلن تكون هذه هى
المرة الأولى أو الأخيرة التى تفشل فيها جولة من جولات السلام.
وحول ما تردد عن سبب مشاركة الرئيس حسنى مبارك فى إطلاق المفاوضات المباشرة
بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قال عواد أن ذلك يرجع إلى أن الرئيس مبارك
ومصر كانا دائما حاضرين فى قلب اى تحرك من اجل عملية السلام ولا يستطيع
الرئيس مبارك ألا يحضر وبالعكس، هو حضر وشجع أبو مازن على الحضور، لأنه إذا
قاطع الرئيس أبو مازن هذه المفاوضات وان فضلنا نحن أن نمكث فى القاهرة ثم
جاء نتنياهو وقال لو كانوا قد حضروا لكنت قد اتخذت القرارات الصعبة ولكنت
قد قدمت تنازلات مؤلمة، فعلينا أن نضع الخصم على المحك وينبغى على
الفلسطينيين ألا يقاطعوا وعليهم ألا يبدوا وكأنهم الطرف المعيق للمفاوضات
والمقاطع لها، ودعونا نكشف مواقف إسرائيل إن سلبا أو إيجابا فان قدموا
التنازلات المؤلمة والقرارات الصعبة سيكون هذا جيدا وان لم يحدث فقد
كشفناهم أمام العالم ليس فقط أمام الراعى الأمريكى ولكن أمام كل من يحاول
أن يصنع السلام فى هذه المنطقة الصعبة فى الشرق الأوسط.